المجلس العلمي بتاوريرت

كم كان الشوق والأمل يحذونا ونحن نسمع خطابات جلالة الملك محمد السادس حفظه الله بشان إصلاح الحقل الديني، والله يعلم كم كان أملنا وتطلعنا لميلاد مجلس علمي بتاوريرت ينير هذه المدينة ،وكم كانت الفرحة لما علمنا بأن تاوريرت ستستقل بمجلس علمي على غرار أقاليم المملكة المحروسة ؛ ولكن ما إن سمعنا بتشكيلة هذا المجلس كما نشرته بعض الصحف الوطنية؛ حتى نزل علينا الخبر مثل الصدمة المروعة أو الصاعقة المحرقة، نظرا لغرابة الأمر وفداحته،لأننا نرى أن هذا المجلس ولد ميتا .
ونحن إذ نفتح هذه النافذة للرأي العام المحلي والوطني ،فإننا نفتحها من باب الغيرة على هذه البلدة الحبيبة ، وخاصة وكما هو في علم الجميع أن تاوريرت يعيش سكانها في فراغ كبير على مستوى التكوين والتاطير والوعظ والإرشاد ...


إن التشكيلة التي اختارها السيد الرئيس في أغلبيتها غير مؤهلة بكل المعاني والمقاييس التي تنص عليها النصوص المشرعة للمجالس العلمية،ونحن نقدمها كما هي موجودة في موقع وزارة الأوقاف لمن يريد التأكد منها.


ومن ضمن ما ورد فيها قول جلالة الملك


[[[..... الأسباب الموجبة:


بيد أن طموحنا لا يقنع بمجرد صيانة الموروث عن السلف وحمايته من الضياع والتلف، ولكننا سنعمل على بعثه وإحيائه وتجديده وتحديثه وتفعيله وتطويره.


الباب الثالث


المجالس العلمية المحلية


الفصل الأول


التأليف والاختصاصات


المادة 11


يتألف كل مجلس علمي من رئيس وأعضاء يعينون بظهير شريف من بين الشخصيات العلمية المشهود لها بالحضور المتميز في مجال الثقافة الإسلامية والتوعية الدينية والكفاءة والدراية في مجال الفقه الإسلامي والإسهام الجاد في إغناء الدراسات الإسلامية، والمعرفة العميقة بأحوال البلد ومستجدات العصر، والتحلي بقويم السلوك وحسن الأخلاق.]]]


هذه هي المعايير التي حُددت لاختيار أعضاء المجالس العلمية ويمكن تلخيصها في النقط التالية:


العلم الشرعي + الشعبية والتواصل +الصدق والربانية+الجمع بين الموروث والجديد


فهل تحققت هذه الشروط في أعضاء المجلس العلمي لتاوريرت.


1 – الرئيس لا علاقة له بإقليم تاوريرت إلا من حيث الانتساب إلى أهله،فقد ترك الإقليم منذ زمان يفوق العشرين سنة لا يزوره إلا زيارات متباعدة وقصيرة .وإلا فإن معرفة الرجال تتم بالمخالطة والمجاورة أولا، ثم بسؤال أهل الدراية بالبلاد والعباد ،والاتصال بمن كانت له السابقة في الحقل الديني الدعوي،والاطلاع على الأنشطة المنجزة من قبل.


2- إن تشكيلة الرئيس غريبة حقا، بل نكرة حقا: فمنهم من لا يعرفه أحد سوى طلاب مدرسة نافع فلم يخرج للناس في يوم من الأيام ليتواصل مع الجمهور،وكل ما عنده أنه حافظ لكتاب الله –وليس بشرط-


أما العلم الشرعي والثقافة الشرعية فبضاعته مجزاة في ذلك، ومن ادعى غير ذلك فدونه القاعدة: قل لي من شيوخك أقول لك من أنت.منهم ومن عرف عنه بأنهم لازال يتحرى المناسبات [ الزْرُودْ ] ليقرأ القرآن ويأخذ المقابل،بل إنه يرفض الذهاب عندما يستعيده شخص متوسط الحال ،بل لقد جعل أحد المساجد مقاولة تدر عليه الأموال- وبدون أي سند قانوني يسمح بذلك-،حيث يكلف بعض الفتيات بتحفيظ النساء القرآن ،ويجمعون له مقابلا شهريا منهن،فيعطي للمُدرسات بعض الدريهمات ،وإذا لم يعجبها الحال يستبدلها بأخرى. فهل مثل هذا يكون عضوا في المجلس العلمي.


* ومنهم من لا يفرق بين الصحيح والحسن والضعيف، و لا الرخصة والعزيمة، ولا الناسخ والمنسوخ ...والله على ما نقول شهيد، ولولا كونه مدرسا لمادة الرياضيات بالمدرسة –نافع المحظوظة- ما خطر بقلب الرئيس، ولا عرفه أحد ،وإلا فالحافظون للقران بل المحفظون له والضابطون لرسمه المتقنون لقراءاته موجودون والحمد لله يا من يدعي القراءات زورا،ولكن إن المتشبه بما لا يعطاه كلابس ثوبي زور .وإذا كان الأمر يتعلق بكونه خطيبا فبعيد جدا أن يزكي المجلس العلمي بوجدة أمثال هذا المجاز في الفيزياء أو الرياضيات .


* ومنهم من لا يحسن قراءة آية واحدة يا شيخ القراءات وإذا وعظ استاء الحضور لكلامه يقولون بلسان المقال والحال: باليته سكت ولا حول ولا قوة إلا بالله وصدق صلى الله عليه وسلم إذ يقول:إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة.


*ومنهم من ليس على طريقة المغاربة في التصوف السني الجنيدي بل يعشق مواجد محي الدين بن عربي وشطحات الحلاج وغيرهم ممن يعدون زنادقة في عقيدة أبي الحسن الأشعري وفقه الإمام مالك


3- إن أكبر تهمة توجه لهذا المجلس أن خمسين بالمائة من أعضائه ينتمون إلى مدرسة نافع المحظوظة وهم:


مديرها، والحارس العام، وأستاذها الجوال على مواد الدراسة فيها، وشيخ الرياضيات الذي لا ترد له الكلمة ولا يشق له الغبار ،تلك أربعة كاملة من الثمانية، ومن لم يصدق ف(الحساب صابون) يا سادتي وقبح الله الزبونية والمحسوبية وما أقبحها أن تكون في الحقل الديني .


4- والعجب العجاب كيف يتم إقصاء وتغييب بعض الوجوه كانت وما تزال حاضرة معنا في مساجد المدينة ومؤسساتها التعليمية وفي الأنشطة الإشعاعية، وهي من هي كفاءةً وتواصلا وشعبية وصدقا وتوازنا ... هكذا نحسبها والله حسيب الجميع .


5-أين ممثل مدينة العيون التي تفوق ساكنتها65000 نسمة ولها فقهاؤها المشهود لهم بالكفاءة والحيوية ،وإذا كان الأمر يتعلق بالتدريس العتيق فإن مدرسة الفتح بالعيون بها تسعة فروع بينما مدرسة نافع لا تبرح مكانها، فضلا عن ضعفها وخفة وزنها مع كامل الاحترام للخُلاص من مدرسيها كالشيخ الوقور الوازن علما وعملا بوزيان حفظه الله ، فلَكَ الله يا إمام .


والخلاصة : إن التجرؤَ على ترشيح هذا المجلس والتقدم به بيدي السيد وزير الأوقاف والسيد الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى ليعد بحق خيانة وأي خيانة لله ورسوله ولأمير المؤمنين حفظه الله وللذين وضعوا الثقة في هذا الرئيس الذي لا نعرفه نحن جيل الثلاثينات وإنما نسمع عنه فقط .


‏فعن ‏ ‏الحسن ‏ أن ‏ ‏عبيد الله بن زياد ‏ ‏عاد ‏ ‏معقل بن يسار ‏ ‏في مرضه الذي مات فيه ‏ ‏فقال له ‏ ‏معقل ‏ ‏إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سمعت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول: ‏ ‏ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة.




البخاري الزهراوي محمدين