يا نسمة تمر بي خذي فؤادي واذهبي
وقدميه عطرا هدية إلى أبي
نسمة حب ورسالة بر لأمي كذلك
اليوم رسالتي لكل فتاة، ما زال بابها الذي هو في الجنة وهو باب البر مفتوح، فكوني معنا حتى لا يغلق هذا الباب.
مشاهدي الكرام فتياتنا الحبيبات اللي أحب أذكركم أن كل واحدة فيكم ما زال أمها، أبوها أو كلاهما أحياء.. أسأل الله أن يمد في أعمارهم.. فإن لكم باب من أبواب الجنة ما يزال مفتوح حتى يتوفى الله -سبحانه وتعالى- آبائنا وأمهاتنا، أسأل الله أن يطيل بأعمارهم ويمتعنا ببقائهم، فالخسارة الحقيقية هي أنني لا أدل صراحة الطريق الصريح الواضح لكي أدخل من هذا الباب.
فهذا باب مفتوح ينتظرني، إلا أن الكثيرات تضيع هذا الباب وتذهب إلى أعمال أخرى خيرة تعتقد أن هي اللي راح تدخلها الجنة، فأنا قبل ما أُسهب في موضوع البر، وأضع الوسائل العملية التي يجب على الفتاة أن تتبعها، ودي أول شيء أسمع من فتياتنا وحبيباتنا خولة وريم..
السلام عليكم خولة وريم ..
خولة وريم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أ. حنان : في البداية أحب أن أشوف الآن موضوع البر يكاد يكون مكرر، إلا أنه واقعيا وعمليا نراه كثير يتمتع ويبدع ويتعبد الله في البر، فالملاحظ خاصة للفتاة أن هذه المرحلة لعلها مرحلة الهرمونات شوية تطرب، مرحلة البلوغ مرحلة فورة وطاقة زائدة، فأحيانا يصدر من الأب أو الأم شيء يتصادم مع الفتاة، فالفتاة تخرج الكلام بالخطأ أو تغلق الباب لكي لا تسمع منهم هذا، فنحن ننبه الفتاة أنه عقوق، والعقوق والعياذ بالله معروف بأنه معصية كبيرة عند الله -سبحانه وتعالى-.
أريد أن أشوف منك خولة مشاهدات العقوق التي تشوفينها في محيطك مع صديقاتك، في المدرسة مثلا حيث البنات يتكلمون فتستشفين العقوق اللي يمارس وهي تعتقد أن هذا شيء عادي، أو مدني، أو يعني ما أعرف أتكلم أمام أمي بقوة وجرأة بهذه الطريقة ..
خولة : بسم الله الرحمن الرحيم.. { اشْرَحْ لِي صَدْرِي{25} وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي{26} وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي{27} يَفْقَهُوا قَوْلِي}، بداية أريد أن أقول شيء:
فإذا رحمت فأنت أم وأب، هذان في الدنيا هم الرحماء.
فكنز من كنوز الرحمة عندنا في البيوت، وباب من أبواب الجنة لدينا في المنازل، الآن لازم نستشعر أن الكنز يوضع أمام كل الناس اللي يريده يأخذه، فيجب أن نحافظ عليه، فهذا كنز إحنا للأسف عرضناه لأتفه الأمور الشهوات اللي في الدنيا، كنا نعق ونفهم أن العقوق هذا الشيء وهذه القوة وهذه الجرأة هي مدنية ..
أ. حنان : يعني مثلا أنا أتحدى أبوي وأكسر كلمته أو أني مثلا أجادل أمي وأوصلها إلى الغضب، هذه تتصور أنها قوة شخصية ..
: طبعا في محيطنا لا ننكر أن حالات العقوق كثيرة، وإلا ما فتحت أبواب دور الرعاية حق الأمهات والآباء، فيه قصة تحضرني أنه كان فيه ولد صغير كان يشوف أبوه يأخذ جدته، يقول لها ياللا بسرعة بسرعة، قال الولد: يابا وين بتودي جدتي؟ قاله: أنا بوديها دور الرعاية، قال له: شنو هذه دور الرعاية، الولد صغير يعني حوالي 5 سنوات، قال له: هذا مكان يونسونها ويعطونها اهتمام، وكل الناس كبيرة، قالوا: خلاص لأني أنا أحب فإذا كبرت راح أوديك نفس المكان عشان تتونس، فسبحان الله التنشئة السليمة، كما تدين تدان، الناس في الدنيا دي أنت تسوين حق أمك وأبوك، تلاقين في الدنيا قبل الآخرة، طبعا هذا ورضاء الأم والوالدين مفتاح من أبواب الجنة، إذا رضي الأم والأب؛ رضي الله -سبحانه وتعالى- فرضاء الله -سبحانه وتعالى- قرين برضاء الأم والأب ..
أ. حنان : أحسنت فهي عبادة بالفعل قرينة لعبادة التوحيد، حتى في الآية {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا}، فلم يجعل بعد الإيمان بالله أي فعل آخر غير البر، والبر أنا أتصور جهاد ترى عظيم؛ لأنه هناك آباء وأمهات ما يعينون أبناءهم على البر، وهذه ترى نقطة خطرة، أو سيئة، إلا أن هل هذا عدم إعانة الابن على البر أو أن الأب نفسه ما بار، هل هذا مبرر للابن يا ريم أنه ما يبر بأمه وأبوه أو يعيقهم، ويقول أيوة أنا أبوي كان عاق لأبوه فأنا أعقه، أو أن هو سيء التعامل وصدره غير رحب وما يعيني على بره، فهل هذه مبررات بأن يكون هو عاق مثلا؟
ريم : في بداية الأمر قبل ما نتحدث عن البر والعقوق حلو نعرف معنى كلمة البر، البر مشتقة في اللغة العربية من الإحسان، وهي طاعة الوالدين في كل ما أمر الله به -سبحانه وتعالى- وألا نطيعهم في المعصية، والعقوق عدم الطاعة وعدم الإسداء بالمعروف إلى الوالدين، فأنا اعتقادي الشخصي أنه البر إذا الطفل ما نُشئ من الصغر مثلا إذا الأم أخذت بنتها الصغيرة وراحت زارت الجدة، وقبلت رأس والدتها أمام ابنتها، فإن هي راحت تتعلم في المستقبل، راح يكون درس لي أنا، لما تشوف والدتها أو والدها اللي هم قدوتها في الحياة يقومون بهذا الشيء.
أ. حنان : إذن مهم الآن أن البنت عشان تقدر تمارس البر ممارسة عملية أنها ما تسمعها بالمدرسة أو من الأبلة ولا هنا بالرسالة، هي ترى الأم فالأم تقبل أمها، والبنت تشوف الأم تقبل رأس أمها، وكذلك الأم تدفع البنت أن تقبل رأس الجدة مثلا، وتكافأ على هذا السلوك، فإذا ما ترجم البر بأشياء عملية فهو سطور وكلمات مدونة ..
إيش لون خولة الآن أنت تمارس الدعوة إلى البر بين صديقاتك زميلاتك، فهل مرت تجرب وشفت بنت أساءت التصرف مع أمها، وشون أنت قدرت تسيطرين على الموقف وتتركين أثر إيجابي؟
: فيه مرة موقف وايد هزني، أكلم واحدة من زميلاتي بالتليفون فكان الأم تناديها فكانت ترد (بقوة وعصبية) نعم نعم .. بصراخ وأسلوب يمكن أنا لو قالت لي هذا في التليفون كنت سكيت التليفون ما أتحمله أنه أحد يهينني بهذه الطريقة، أنزل أنزل، وايد أف أنا ما أخلص منك، طبعا أنا صدمت، مسكت التليفون وصرت أقرأ ورد يومي في القرآن { فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ} فتحت التفسير كلمة تراها هي ما كلمة تنطق، ولا يتلفظ بها، هي نفس يطلع من الفم، أف .. هذه الأف ..
أ. حنان : الله .. يعني أنا أكون تعبانة أو متضجرة فأقول أف .. هذه عقوبة، تخيلي لأي مرحلة تقاس، فمقاييس الله ليست مثل مقاييسنا أو ميزاننا البشري، يحسب الذرة ومثقالها -سبحانه وتعالى- فحتى هذا النفس وقيسي عليه قياس أولي، فما بالك بالصراخ؟.
: طبعا أنا عندي شعر وايد يؤثر فينا، هذا كتاب متعة الحديث، هذا أنيسي ما أستغنى عنه في أي مكان، حبت واحدة تقولي أبغي الشعر، قلت لها: لا .. أبغي أخذه معي لأني أنا ما عايزة أفارق هذا الكتاب؛ لأنه فيه شعر وايد لما أقرأه أحس أن الأم فعلا مرات التوجيه والإرشاد يكون يؤثر ما تقدرين تتقبلينه.. لكن يبقى قلب الأم معاك فإذا دريت أنها ما تبغي غير مصلحتك، الأم لها نظرة بعيدة أكثر مما أنت تشوفينها، نقول هذا الشعر مع إبراهيم المنذر، يقول:
أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا
بنقوده حتى ينال به الوتر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى
ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغمد خنجرا في صدري
والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط دهشته هوى
فتدحرج القلب المعفر إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفر
ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت من رغم حنوه
غضب السماء على الولد انهمر
فاستل خنجره ليطعن نفسه طعنا
ليبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الأم كف يدا ولا
تطعن فؤادي مرتين على الأثر
أ. حنان : يا ألله صح لسانك، يا خوله وبالفعل قلب الأم والأب كذلك، لعل الأب نسميه الحصن المجهول يعني، يمكن الأم أخذت نصيب أمك ثم أمك ثم أمك، ولكن حتى الأب حبيبي ما يقدر يعبر وايد؛ لأن الرجل ما له تعبير بطبيعة حاله؛ لأن الأب والأم لابد أن نقرأ وجوههم، ونطيب خواطرهم، معنا المزيد .. لأنه أنا الحين هابكي فخلينا ننتقل أفضل لفقرة ثانية وأنا قوية، نشوفكم معنا بعد الفاصل، مشاهدي الكرام وراح نشوف خاصة الفتيات شو إحنا نقدر نمارس البر وخلينا نسمع قصص البر حتى تقوي عندنا مفهوم البر .. جزاكم الله خير خليكم معنا بعد الفاصل ...
************************************
تقريــر
المعلقة
كرم الله -عز وجل- بني آدم وأعزهم بالإسلام، وجعلهم أمام اختبار عظيم، فإما أن يختاروا رسالة الإسلام وإما طريق الكفر والعصيان، رسالة الإسلام هي التوحيد وعبادة الله -عز وجل- وفق ما أمر به -سبحانه وتعالى- في إطار من الأخلاق الإسلامية العظيمة، وأعد للمؤمنين جنة عرضها كعرض السموات والأرض أعدت للمتقين، أما من اختاروا طريقا غير طريق الإسلام فقد توعدهم بنار حامية..
ومن أعظم الكبائر الشرك بالله، ومن أعظم الأعمال التي تورد صاحبها المهالك عقوق الوالدين، فذلك خلق غير حميد ..
الشيخ أحمد القطان
قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} (الإسراء:23)، بر الوالدين أعظم عبادة بعد عبادة التوحيد، {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}(النساء: من الآية36)، أيها الحبيب اللبيب، تذكر هذا كلما قمت بعبادة لله وحده بادر وراءها مباشرة ببر لوالديك، إما زيارة، أو هدية، أو اتصال، أو خدمة، أو تعطف، أو تلطف، أو تواضع أو علاج، تذكر هذا، كلما قمت بعبادة قدم خدمة لوالديك، أوسط أبواب الجنة يا حبيب، احذر من رفع الصوت عليهما، أو إغضابهما، أو يبكيان بسببك، أو يغضبان عليك، فإن غضب الله من غضب الوالد، ورضا الله من رضا الوالد، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولوالديكم وللمسلمين أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم حن عليهم فقد حنوا علينا، والطف بهم فقد لطفوا بنا، وأطعمهم فقد أطعمونا، واسقهم من الكوثر فقد سقونا، اللهم واجعلهم في بحبوحة جنتك، فقد جعلونا في بحبوح عطفهم وحنانهم فاغفر لهم مغفرة عامة وأدخلهم الجنة بغير حساب، لنا ولكم وللمسلمين.. آمين ..
المعلقة
وحدها الحيوانات تنسى من هو الأب ومن هي الأم عندما تكبر وتمضي وحيدة، أما الإنسان الذي كرمه الله -سبحانه وتعالى- بالإسلام والأخلاق الإسلامية وأبدا أن يعق والديه، لقد حثنا الإسلام على بر الوالدين، وقال -عليه الصلاة والسلام- : "رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه، قلنا من يا رسول الله؟ قال من أدرك والديه ولم يدخل بهما الجنة"..
هكذا بكل بساطة، فبر الوالدين يدخل الأبناء الجنة، والعقوق يدخل النار، أعاذنا الله منها ..
************************************
هل أنت بارة بوالديك؟
سيدة : إن شاء الله أكون بارة بهم يعني وأحاول دائما أن أبرهم، يعني أزورهم دائما
فتاة : آه طبعا أنا بارة بوالدي يعني لو كنت ما بارة فيهم ما كنت بارة بالناس، فهم اللي ربوني وتعبوا علي، وكما تدين تدان، فأنا أخاف أنه أولادي ما يصيروا يبروني لو أنا ما بريتهم.
فتاة : أي نعم أنا الحمد لله بارة بوالدي وإن شاء الله أبرهم حتى كبرهم، والحمد لله هم معتنين بي ومعيشيني في أحسن عيشة والله يخليهم لي.
فتاة : آه الحمد لله يعني الواحد يسوي اللي عليه يعني، والحمد لله بس طبعا الإنسان مهما يسوي ما يوفي حق أمه وأبوه .. وإحنا نحاول قد ما نقدر ..
سيدة : أكيد الواحد ما له غير أمه وأبوه بس في هذه الدنيا، هما اللي يشيلونا وهم اللي يعاونونا، سواء صغير أو كبير، هم يبغونك بس تطلعي عليهم ما يبغون شيء منك، بس تطالعهم وتطمئن عليهم وتسأل عنهم بس ..
فتاة : طبعا اللي ما يبر بوالدينا ما له الجنة، واللي ما فيه خير لوالدينا ما فيه خير للناس جميعا..
فتاة : أحب أمي وأبوي وأطيعهم إذا قالوا شيء أطيعهم، وأحب الله، وأحب الرسول، وأحب كل الملائكة ..
************************************
أ. حنان : فتياتنا وحبيباتنا بعد ما شفنا معاني البر العظيمة صدقيني في يوم من الأيام تنتظرين هذا البر، البر هو الإحسان، ليس أحيانا يكون من الابن، تنتظرين البر من الكل، من المدير في العمل، من الصديقة، من الزميلة، تحتاجين هذا التقدير ولو بكلمة شكر، فما بالك الأب والأم اللي هم أساس وجودك في الحياة، والله -سبحانه وتعالى- جعلهم السبب الأدنى لك في الدنيا، وهو المسبب -سبحانه وتعالى- في خلق كل شيء، فبالتالي كيف تكون كلمة الشكر لهم، طبعا كل واحدة تتفنن بشكر والديها، التفنن هذا راح يشفع لها يوم القيامة وستجد باب البر يناديها من بعيد، وهي حيرانة وضائعة في هذا اليوم، تعالي يا خوله ادخلي من باب البر، تعال يا فلان يا خالد ادخل من باب البر، هكذا باب البر ينادي بالاسم، ولكن رسالة مهمة كذلك نوجهها إلى الآباء والأمهات، أعينوا أبناءكم على البر، ترى يا ما شفت فتيات وأولاد يبغون يبرون وعارفين، خائفين من ردة الفعل، أحيانا يقول آسف يعتذر خائف أن الأب يضربه أو يتجهم بوجهه، فالرحمة متبادلة، والبر متبادل، لابد كذلك الأب والأم يبروا الأبناء لكي الابن يعز عليه أنه يبر أبيه وما يبره من باب الواجب والأمر، ولكن يبره حبا وعشقا
وكرامة؛ لأنه أنا ما شفت من أبوي وأمي إلا البر، فهو ما يستطيع أن يرى يعني كسرة الخاطر على أبيه، ولا يريد أن يرى أمه وهي حزينة على فعل معين، بل دائما يريد أن يطيب خواطرهم ويحنوا عليهم، فهذه العملية متبادلة، حتى ذاك الرجل لما أتى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وقال: ابني يعقني، فقال: نادوا ابنه فلما ناداه قال: يا أمير المؤمنين أبي عقني قبل أن أعقه، لم يسميني اسم جميل، لم يختار لي أم تحسن التربية، سماني جعلا (خنفسة) اسم حشرة حتى ياريت شكلها حلو، فمثل هذه الأشياء ما تعين الأبناء، فيتذكر من أبيه كل شر، يتذكر أنه سماه اسم سيء، يتذكر أنه اختار له أم لا تشرف، يعني يشتمه، فبالتالي قال: عققته فعقك، ما أمر حتى هذا الابن سبحان الله، نعم فعملية البر متبادلة.
قصص كثيرة لعل في التاريخ وكذلك في زماننا المعاصر نجد من يتشرف بالجهاد في بر والديه، فما يخلي في خاطر أمه وأبوه شيء، والبر المعنوي أكثر من المادي، أحيانا نشتري هدية وبس أطيب خاطرهم، لا .. الأب والأم ترى ما ينتظرون الهدية، ينتظرون البر المعنوي، النظرة الرحمة، النظرة، إذا نظرت إلى وجه أبي وأمي نظرة رحمة نظر الله إلينا، النظرة لها مقياس عند الله، نعم هكذا المقاييس عند الرحمن، مش أقدم الهدية وأحط اسمي وبس لا .. ما ينفع، هناك أم تشتكي أبناءها أنه لا يزورونها، واحد يزورها كل جمعة والجريدة تحت إبطه، يفتح الجريدة من أول صفحة ثم يسكرها ويروح ويسمي ذلك صلة، للأسف ذلك ما له علاقة بالبر، البر أن أندمج معهم، أن أحاكيهم في الماضي، أستجلب ماضيهم السعيد، هذا ترى أكثر طريقة، ومدخل.
أنا أقول لكم حق قلوب الآباء والأجداد أن نؤنسهم، أن نغني لهم أقولهم الطرائف، أستشيرهم حتى وإن لا أحتاج الاستشارة، الآن في مكاتب للاستشارة، ولكن عملية استشارة الوالدين حد ذاتها تفرح وتثلج صدور الوالدين، ويعني بالنهاية أساليب البر أساليب غير متناهية، وأنا أقول لكم هذا الميدان أحلى ميدان، ومسكينة اللي ما رح تدخل من باب البر، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه من بلغ والده ولم يدخل بهما الجنة".
وأختم اللي ما عندهم آباء وأمهات توفاهم الله .. ترى ما زال بر مفتوح بالاستغفار لهم، بالدعاء لهم، بالتصدق والتثويب لهم بعمرة أو بحج أو بصدقة، بوصل ودهم هم وأصدقاؤهم وأهلهم.
وأي تجربة رائعة من تجارب البر سأنتظرها عبر رسالتي الرسالة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.