رافة على دين الله اولى
الرأفة على دين الله أولى لقد اطلعت على مقال الأخ الذي سمى نفسه (أبومريم) وهو يدعو إلى إمهال المجلس العلمي الفتي مدة لكي يبرهن على قدراته وجدارته ،وهو كلام معقول في ظاهره. ثم إنه يعظ الذين يكتبون تعليقاتهم على هذه الصفحات منبها إياهم إلى ا لرضى بالمقام الذي اختاره الله لهم وهذا كلام صحيح أيضا... غير إني أحب أن أوضح بعض الأمور إزالة للبس ونصيحة لله ورسوله : *-إني لست من الطامعين في هذا الكرسي ولست من أهل هذا التخصص؛ حتى لا أتهم بالوصولية. أما الموعظة فمثلي أحق بها . *- إنك تطلب فرصة لتجربة الأعضاء تأكدا من خبرتهم وصدقهم، ولكن اعلم سيدي بان المجرب لايجرب قياسا على قاعدة النحاة( المعرف لايعرف) . أما الذين لم يجربوا من الأعضاء فلا يختلف غيوران في كون أمانة مثل هذه لاينبغي لها أن تكون حقلا للتجربة أو ميدانا للتلاعب أ و حلبة للسباق واللحاق ،بل هي أمانة عظمى تقتضي أن يختار لها من خبر الطريق واعد له عدته ؛ لان هذا الدين علم فانظروا عمن تأخذوا دينكم كما قال عبد الله بن المبارك رحمه الله . *- التشكيلة في عمومها غير صالحة وفي المثل المغربي (قالوا: طاح قال: من الخيمة خرج مائلا) ولذلك لسنا في حاجة إلى كثير وقت للحكم على هذا المجلس الوقور، والتنبؤ بمستقبله ثم إن أحدا لاينتظرمنهم شيئا في اعتقادي لسبب بسيط وهو أن فاقد الشيء لا يعطيه ومن طمع في شيء فهو كالطامع في المحال، أو كمن يبحث عن مخ البعوض . *- يبدو أن الأخ أبا مريم حفظه الله شديد الرأفة بالمجلس العلمي الفتي واناأعذره في ذلك ،ولكن العاطفة لاتكفي، وما كان للرأفة أن تكون على حساب الحقيقة ،على حساب الدعوة نفسها ، فمصلحة الدعوة أولى. ثم إن الانتقاذ أمر صحي والشريعة تأمرنا أن ننازع القدر بالقدر،قدر الجهل بقدر العلم ،وندفع قدر الشر بقدر الخير وعلى هذا الأساس ينبغي أن يفهم كلام الذين ينتقذون هذه التشكيلة فأين نحن من قوله تعالى {ياابت استاجره أن خير من استاجرت القوي الأمين } *- أخي الحبيب ليس كل من سلك هذا الطريق يدجن ، نشهد شهادة حق في حق الكثير ممن تولوا مناصب في المجالس العلمية بأنهم رعوها حق رعايتها فما وهنوا وما استكانوا، بل أجادوا وأفادوا فجزاهم الله خيرا ثم إن الذي يدجن أو يستحمرهو من كان أسداهسورا خضع للترويض حتى صار حملا وديعا .أما في وضعيتنا فالخشية أن يتحول الحمل إلى حمامة ...... أبو علي المكناسي